الرجل والطلاق
الرجل والطلاق
Whatsapp
Facebook Share

الرجل والطلاق

بقلم الدكتور محمد كمال الشريف


 

في أغلب الحالات يطلق الرجل زوجته لأنه لم يعد سعيداً معها ولم يعد راغباً في الحياة معها وفي بعض الحالات تكون الزوجة هي الكارهة فتطلب الطلاق أو المخالعة وفي الحالتين يشعر الرجل بالخسارة لأنه حتى لو كان هو من قرر الطلاق فهو الخاسر مالياً وبخاصة إن كان هنالك أطفال عليه أن يدفع جزءاً من دخله لأمهم لإعالتهم وهذا يضعف قدرته على تكوين أسرة جديدة.

 

عندما تطلق المرأة أو يهجرها حبيب كان يريد أن يتزوجها أو يهجرها زوجها بالموت دون إرادة منه فإنها تفقد الرغبة في الزواج وتقول لا أريد الرجال مرة أخرى وتبقى هكذا حتى تهضم مصيبتها وتتكيف مع ظروفها الجديدة ويحتاج ذلك إلى ثلاثة أو أربعة أشهر وعشرة أيام بحسب الحالة طلاق أو ترمل لكن الرجل يختلف عن المرأة في ردة فعله عندما تهجره زوجته أو حبيبته بأي سبب فهو على الفور يريد امرأة غيرها تحل محلها لذا يتهم الزوج الذي تموت زوجته ولا تمر فترة طويلة إلا وقد تزوج غيرها فيقال إنه غير وفي لزوجته وكأنه لم يصدق أنها ماتت ليتزوج غيرها على الفور والأمر لا علاقة له بالوفاء إنما هي طبيعة الرجال كما أن رفض المرأة للرجال بعد موت زوجها لا علاقة له بالوفاء بل هي طبيعة الأنثى وردة فعلها المتوقعة دائماً حتى لو لم تكن سعيدة مع زوجها المتوفى أو الذي طلقها. والمرأة الرافضة للرجال بعد أن تخلى عنها رجلها تحاول رد الاعتبار لنفسها بالاستغناء عن الرجال ونكران الحاجة إليهم بينما يرد الرجل الاعتبار لنفسه بطريقة أخرى وهي إثبات أنه إن هجرته امرأة فستقبل به امرأة غيرها وهاتين الطريقتين المتناقضتين لرد الاعتبار سببهما أن الرجل هو من يخطب ود المرأة وينتظر قبولها به أما المرأة فتنتظر حتى يعجب بها أحدهم ويتقدم إليها راغباً بالزواج منها وهكذا يكون الاستغناء أفضل وسيلة لترد المرأة الاعتبار لنفسها ويكون في فوز الرجل بحب وقبول امرأة أخرى له رد اعتباره وهذا استغناء عن التي رفضته بغيرها لا بالاستغناء عن جميع النساء والمرأة تلجأ إلى الاستغناء الشامل لأن كرامة المرأة تنجرح أكثر عندما يتركها رجلها مما يحس به الرجل عندما تتركه امرأته فيبحث عن غيرها على الفور ليشعر أنه هو المسيطر على الموقف والممسك بزمام المبادرة وكذا يكون استغناؤه جزئياً وليس شاملاً لجميع النساء.

 

لكن على المرأة التي يتقدم لها رجل طلق زوجته أن تبحث وتسأل لتعرف سبب الطلاق فكما قد تكون زوجته هي المخطئة كما يدعي عادة فقد يكون هو السبب في عدم نجاح زواجه الأول وهو بالتأكيد سيكرر الأخطاء ذاتها التي سببت طلاقه من الأولى. وحتى لو ادعى أن الأولى خانته فقد تكون العلة فيه بأن يكون من النوع الشكاك الذي يظن بالزوجة دون مبرر وهو كما شك في الأولى سيشك في الثانية ويتهمها كما اتهم الأولى.

حقوق النشر © 2017 جميع الحقوق محفوظة