حول الوشم
حول الوشم
الوشم في بلادنا عادة قديمة، حيث يوشم الطفل قبل أن يؤخذ رأيه، ولا يكون لوشمه أية دلالة على شخصيته، أو نفسيته. لكن وفدت إلينا موضة الوشم تقليداً لبعض الأوربيين والأمريكيين، الذين يتفننون في الرسم على أجسادهم... وهم يشمون أنفسهم كإعلان عن أفكار، أو انتماءات معينة، إعلاناً فيه نوع من التمرد والتحدي، للمجتمع ولآراء الآخرين، وإن كان البعض يزين جسده بالوشم، لمجرد أنه يرى جسمه جميلاً، ويريد أن يزيده جمالاً بالوشم. لكن دافع التحدي للمجتمع من خلال الوشم، أكدته الدراسات، التي وجدت نسبة السلوك المنحرف، والإباحي، والتعاطي، أعلى عند الموشومين، وبخاصة، الذين وشموا أجزاء معينة من أجسادهم، أو رسموا أو كتبوا كلمات، ذات إشارات جنسية على أجسامهم. وكثير من الذين يشمون أنفسهم في مرحلة طيش وعمر صغير، يكبرون، وينضجون، ويتخلون عن تحديهم للمجتمع، ويحبون أن يحيوا كما يحيا الآخرون، يندمون أنهم وشموا أنفسهم وشماً، ما يزال الطب رغم تقدمه عاجزاً، عن إزالته إزالة كاملة، بلا أثر، مما يضطرهم إلى ستر الوشم بالملابس، والشعور بالحرج إن هم اضطروا لكشفه أمام أحد.