حتى تدوم الرومانسية بين الزوجين
حتى تدوم الرومانسية بين الزوجين ♥
يمرّ الحبّ بين الزّوجين بمرحلتين الأولى مرحلة يغلب فيها الحبّ الرّومانسي على حبّ الصّحبة والثّانية يغلب فيها الصّحبة على الرّومانسيّة، وسبب ذلك أنّ الحبّ بين الرّجل والمرأة يقوم في البداية على إعجاب كلّ منهما بالآخر إعجاباً كبيراً يرى فيه كلّ منهما الآخر كائناً كاملاً مثاليّاً بلا عيوب، ويرى سعادته في الحياة معه وبقربه، ويشعر بسعادة كبيرة لأنّه فاز بمحبوبٍ رائعٍ مُتفرِّدٍ ومُتميِّزٍ، لذا فإنّه يُدلـله ويفعل كلّ ما يستطيع لكسب ودّه ورضاه. ويفعل ذلك بحماسٍ لأنّه يراه جديراً بأن يُدَلَّل وأن يُسترضى... ثمّ بمرور الشّهور على العلاقة بينهما وبخاصّة بعد الزّواج يكتشف المحبّ أنّ محبوبه ليس ذلك الكائن الّذي لا مَثيل له، إنّما هو كالآخرين فيه الإيجابيّات وفيه السّلبيّات، لكن الحبّ لا يَضعُف مع ضعف الإعجاب لأنّ العلاقة الّتي تكوّنت بينهما وما يُقدِّمه كلّ منهما للآخر يُوَلِّدُ لديه شعوراً بالامتنان والاعتماد يُشَكِّل أساساً للحبّ بدل الإعجاب الّذي نقُصَ، فيبقى الحبّ كبيراً لكنَّه يُصبح حبّاً هادئاً يُسمّى "حبُّ الصحبة"، وهذا لا يعني زوال الإعجاب أو انتهاء دوره، فبقدر ما يتبقّى من الإعجاب يبقى هنالك رومانسيّة، والرّومانسيّة حلوة وتضفي على الحياة بهجةً وسروراً، والحرص على ديمومتها مفيدٌ للحياة الزّوجيّة، ولعلّ في الأمور التّالية ما يساعد على ذلك:
-
منذ البداية احرص على أن تتزوّج ممّن يعجبك، أي عند اختيار شريك الحياة حَكِّمْ قلبك مع عقلك.
-
ابحث في شريك حياتك عن الصّفّات الحلوة الّتي تعجبك فيه وركّز عليها، وتغاضى وغضَّ بصرك عن العيوب فيه.
-
قارن شريك حياتك بمن هو أقلّ منه لا بمن هو أحسن منه، وذلك حتّى لا يهتزّ إعجابك به ورضاك بما قسم الله لك.
-
احرِص على أن لا يرى شريك حياتك منك ما يُنفِّره، سواء في الشّكل أو في السّلوك... فكما تكون سعيداً عندما تراه في أجمل وأحسن حالٍ، احرِص على إسعاده بأن يراك دائماً في صورة تسرّه.
-
إن التقيتَ بمن يُعجبك أكثر من شريك حياتك فاعلمْ أنّ ذلك في الغالب هو الوهم الّذي يجعل المحبّ يرى محبوبه بلا عيوب في البداية ليزول الوهم بعد ذلك كما زال الوهم لديك حول شريك حياتك الحالي، واعلمْ أنّ البشر كلّهم متشابهون، لذا لا تَزهَد في شريك حياتك ولا تستكثِر عليه حبّك وحرصك على إسعاده، إنّه جديرٌ بحبِّك وبحرصِك على سعادته أكثر من أيّ شخصٍ آخر رغم أنّه يبدو لك الآن شخصاً عاديّاً، لكنّه شخصٌ غير عاديٍّ في الحقيقة إذ هو يحبّك ويحرِص عليك رغم أنّك أنت أيضاً شخصاً عاديّاً.
-
اذكرْ دائماً أنّ العِشرة الطّويلة والألفة والتّعوّد تجعل أحلى وأثمن الأشياء يبدو عاديّاً، وأنّ الجِدَّةَ تضفي على الأشياء مزيداً من الجمال وتجعلها جذّابة، وهذا ينطبق على شريك حياتك الّذي تعوّدت على جماله وصفاته الحلوة فصارت بالنِّسبة لكَ أموراً عاديّة بينما قد يكون هنالك من يُعجب بها الإعجاب العظيم حين يراها لأوّل مرّة في شريك حياتك... أي إنّ شريك حياتك الّذي تعوَّدتَ عليه يمكن أن يجذب الآخرين ويحوز على إعجابهم الكبير لأنّهم لم يتعوّدوا عليه بعد، فلا تزهد بما لديك وتتطلَّع إلى ما هو جديدٌ عليك.
-
إذا شعرتَ أن شريك حياتك لم يعُد مُثيراً لك جنسيّاً مثل قبل فاعلمْ أنّ ذلك سببه التّعوّد من جهة وسببه تركيزك على الجسد عند اللّقاء الجنسي من جهة أخرى، واعلمْ أنّ النّاس كلّهم في ذلك سواء، لذا اجعلْ اللّقاء الجنسي بينكما لقاءً بين نفسيكما وبين قلبيكما وبين عيونكما مثلما هو لقاء بين جسديكما، وتلفَّظ بعبارات الحبّ أثناء اللّقاء فإنّك ستجد أنّ الحبّ يُثيرُ الرّغبة ويُلهبها أكثر من أيّ شيءٍ آخر.
-
حافظ مع شريك حياتك على عبارات المجاملة والملاطفة وعامله باحترامٍ لشخصه ولمشاعره، فهو جديرٌ بها لمجرَّد أنّه إنسانٌ وأنت جديرٌ بالتّصرّف هكذا لأنّ ذلك من حُسنِ الخُلْقِ، ولأنّ الاحترام المتبادَل يجعلنا نرى شريك الحياة جديراً بالحبّ وحسن الصّحبة.
-
إن كنت تشعر أنّ ممارسة الرّومانسيّة مع شريك حياتك عن طريق إهدائه وردةً حمراءَ شيءٌ فيه تكلُّفٍ وتصنُّعٍ، فاعلمْ أنّ مشاركتك له في أيّ نشاطٍ ولو لدقائقَ معدودةً فيه رومانسيّة من نوعٍ آخر، رومانسيّة الصّحبة والصّداقة، إنّ أسعدَ الأزواج مَن تربطه صداقة عميقة بشريك حياته، لذا لا تفوِّتَ على نفسك متعةَ أن تقرأ في الجريدة مع شريك حياتك، أو أن تشرب الشّاي معه بعد العصرِ، أو أن تذهب للتّسوّقِ بصحبته أحياناً.
-
ادعُ كلّ يومٍ بهذا الدّعاء: ﴿رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا﴾.