الأرملة: هل تتزوج؟
الأرملة: هل تتزوج؟
Whatsapp
Facebook Share

الأرملة: هل تتزوج؟

بقلم الدكتور محمد كمال الشريف


 

ليس كالأرملة أحد معرّض للحيرة والتردد أمام اتخاذ قرار بخصوص الزّواج مرة أخرى، ذلك أنّها تواجه دوافع متناقضة كثيرة منها ما يدعوها إلى الزّواج ومنها ما ينهاها عنه.....

 

فالزوجيّة فطرة، والحاجة إلى رفيق وصديق وشريك عمر حاجة يشترك فيها الرِّجال والنِّساء، ومع أنّ المرأة أقدر على تحمُّل الشهور والسنين دون جنس فإنَّها أشد حاجة من الرّجل إلى العاطفة والحب والحنان، لأنّ المرأة السّوية إنسان ودود يحب ويتلقى الحب، وكلّما كانت الأرملة أصغر عمراً كانت حاجتها العاطفيّة أكبر لأنّ للشباب حكمه، ولأنّ الصّغيرة أطفالها صغار وحملها كبير ولا يستطيع أطفالها أن يقدِّموا لها السّند العاطفي الذّي تحتاجه...

 

والشّابة الملتزمة تخشى على نفسها الفتنة، وهي محقّة في ذلك لأنّه ليس هنالك أحد منيع ومعصوم ولا تؤثّر فيه الفتن، لذا كان المحصَّن هو المتزوّج حيث يتحقّق له إشباع حاجاته العاطفيّة وغير العاطفيّة فيستغني عن الغير ويكون أقوى أمام الإغراء والإغواء... والزّواج يؤمِّن للمرأة مهنة ووظيفة، لأنَّه يضمن لها احتياجاتها الماليّة ويضمن لها الحماية، حماية من المخاطر وحماية من أن تضطر أن تزاحم الرِّجال وهي تتابع مصالحها ومصالح أطفالها في معتركات المرأة عادة مصونة عنها ومعفاة منها، ثمَّ إنَّ الرَّجل في الأسرة خير معين للزّوجة على تربية أطفالها لأنَّ هيبته وسلطته وطبيعته الميَّالة إلى الحزم والحرص على أن يلتزم الأطفال الَّذين يرعاهم بالقيم وبقواعد السّلوك المرغوبة، كلّ ذلك يجعله يقوم بدور تربوي لا يمكن للمرأة أن تقوم به بالقدر ذاته من الإتقان، ثمّ إنّ المرأة الّتي تسدّ مسد الرَّجل في العائلة تشعر بالإرهاق وزيادة الأعباء لأنَّ دورها كأم كافٍ ليستهلك كل وقتها وجهدها وطاقتها النّفسيّة والجسديّة.

 

إنّ الزّوج في الأسرة أكثر بكثير من مجرّد مصدر للدخل والرزق، إنّه القدوة والنموذج للصّغار، وهو الصدر الّذي ترتاح إليه المرأة حين تسند رأسها المرهق المكدود، أو حين تخنقها عبرات الإحباط أو القلق وهي تهتم بالأمانة الّتي تركها لها زوجها الأوّل... الأرملة بحاجة إلى رجل يكون لها كل هذا، وهي تدرك هذه الحاجة، وإن كابرت وأنكرت في البداية فإنّ مرور الأيام وشعورها بالتّعب وهي تقوم مقام الأم والأب، وشعورها بالوحدة وهي مع صغار لا يفهمون شكواها وهمومها إن هي اشتكت إليهم وبثت الهموم، ولا يصح من الناحية النفسيّة أن تشتكي إليهم وأن ترهقهم بمشكلاتها قبل أن يشتد عودهم النفسي ليصبحوا قادرين على مساندتها النفسيّة دون أن تضطرب نفوسهم ويصيبها القلق والاكتئاب. وإن نسيت الأرملة نفسها أو تناست فإنّ لها أمّاً مشغولة البال عليها تحبّ أن تراها في رعاية زوج صالح مرّة أخرى كي تطمئن عليها، حالها في ذلك حال كلّ أمٍّ محبّة، وليس أحد يدرك صعوبة موقف الأرملة ومدى العبء النّفسي عليها مثل أمِّها، إنَّها أنثى مثلها، وإنَّها أم مثلها، وتدرك مدى حاجة المرأة إلى الرّجل وبخاصّة إن كان في عنقها أطفال صغار بلا أب، أمّا أبوها وإخوتها فهم أحرص من أمِّها على تزويجها، لأنَّ النُّفوس المريضة تنظر إلى الأرملة نظرة طمع واستسهال، وكدأب النُّفوس المريضة تحبّ دوماً أن تشيع الفاحشة بين المؤمنين، فتطلق لخيالها المريض العنان وتُشكِّك في عفّة أيّة أرملة لأسباب واهية، وأسرة الأرملة لا ترى خيراً من تزويجها لتحميها من ألسنة بعض النّاس الّتي لا ترحم...

 

عوامل متعدِّدة تدفع بالأرملة إلى الزّواج من جديد.... لكن هنالك عوامل أخرى تجري في الاتجاه المضاد والمعاكس.... أوّلها ميل المرأة الفطري إلى الإفراد والعمق في العلاقة، حيث لا تستطيع المرأة أن تتعلَّق، تَعَلُّقَ المرأةِ بالرَّجل، بأكثر من رجل واحد في الزَّمان الواحد، بعكس الرَّجل المفطور في علاقاته على التّعدد وقلّة العمق، فهو قادر على أن يحب حُبَّ الرّجلِ للمرأةِ أكثر من امرأة في الوقت نفسه، لذا ترى المرأة حب الرّجل لامرأة أخرى غير زوجته خيانة ويصعب عليها أن تتصوَّر أنَّه ما يزال يحبّ الأولى وهو يحب الثانية، هذا الطبع الّذي يعلي من قيمة الوفاء قد يقف عقبة لدى بعض الأرامل يمنعهنّ من الزَّواج لأنّهنّ يشعرن أنّ تعلقهنّ برجل آخر، أو السّماح لرجل آخر بلمسهنّ خيانة للأوّل، إنّهنّ يتصرفن وكأنّ الأوّل ما يزال حيّاً يرزق في مكان ما... ووجود هذا الوفاء الزائد في الغالب يكون مترافقاً مع مشاعر حزن مستمرّة على المرحوم وعجز عن نسيانه والتّحرّر من الارتباط النفسي به، والطبيعي أنّ الزّوجة تمرّ بأطوار للتفجّع بعد وفاة زوجها تختمها بطور فك الارتباط (detachment) تستشعر فيه من جديد القدرة النفسيّة على الارتباط برجل آخر رغم حبّها الكبير لزوجها الأوّل، والطبيعي أن تصل المرأة إلى هذا الطور خلال فترة ما بين أربع وستة أشهر بعد الوفاة، أمّا إن طال التفجُّع والحزن أكثر من ستة أشهر فإنّه في الغالب حالة اكتئاب نفسي مرضي يحتاج إلى العلاج، وقد كان الطب النفسي يعتبرها حالة تفجّع مديد، لكن الرأي الآخير أنَّه اكتئاب نفسي جعل المرأة تراوح مكانها دون أن تجتاز أطوار التّفجُّع حتّى آخرها لتتحرّر من الارتباط النفسي بالمرحوم، ولا بدّ من العلاج الطبي النفسي لتتمكّن الأرملة من ذلك، إذن هو في الغالب الاكتئاب لا الوفاء، حيث ليس في الزّواج من جديد أيّة خيانة للمرحوم.

 

ومّما يدفع الأرملة إلى البقاء دون زواج خوفها على أطفالها من معاملة زوج الأم الّتي هي في كثير من الأحيان سيئة وظالمة، فيها العداء نحو الذكور وفيها الاشتهاء الجنسي نحو الإناث، والاشتهاء هذا ليس إلّا صورة أخرى للعداء، والأرملة الّتي تخاف على أطفالها محقّة في ذلك إلّا أن يرزقها الله بالزّوج لصالح الواثق من نفسه، الذّي لا يغار من زوجها المتوفى ولا يكره أطفاله، لأنّه لا يراه غريماً وخصماً ومنافساً، بل يشعر بالرّحمة نحو أطفالها لأنّه يعلم أنّ كافل اليتيم مع النبي محمد ﷺ في الجنّة، ويعلم أنّ المسح على رأس اليتيم يرقق القلب القاسي، ويعلم أنّ إساءة معاملة اليتيم صفة المنافقين الّذين يَدُعُّوْنَ اليتيم، الرّجل صاحب القلب الكبير الّذي لا يرى الرّجولة قسوة، بل يراها رحمة ومحبّة، وهذا النّوع من الرِّجال في ازدياد ونحن نتحرَّر من قيم بالية وننتقل إلى القيم الإيمانيّة، وريثما يصبح الرِّجال كلهم هذا الرَّجل، على الأرملة الحذر من اختيار الزّوج.

 

بعض الأرامل لديهنّ حرص على تربية أطفالهنّ تربية حسنة بالطريقة الّتي يرينها صحيحة فيرفضن الزّواج بمن يتدخّل في شؤون أطفالهنّ وتربيتهم، وهذا قد يكون نتيجة طبع وسواسي يرى أنّه الوحيد الّذي يعرف كيف يجب أن تكون الأمور، وقد يكون من قبيل الحرص على دين الأطفال في غياب الزّوج الملتزم دينيّاً، لكن هؤلاء الأرامل يمكنهن الاتفاق مع الزّوج الجديد على حدود السلطة الّتي سيمارسها على الأطفال، وإن كان إعطاؤه أكبر قدر منها أفضل كي يشعر نحوهم بالمسؤوليّة الّتي يشعر بها الأب نحو أطفاله، ثمّ إنّ الأطفال بحاجة إلى رجل في حياتهم من أجل نضج شخصياتهم وكي تتعرّف الفتاة من خلاله على الرِّجال فتكون مهيّئة للتعامل مع زوجها في المستقبل تعاملاً يجعل حياتها الزوجيّة سعيدة وناجحة، والصبي في حاجة إليه ليرى فيه نموذج الرّجولة الّتي يريد أن يتحلّى بها عندما يكبر، ويتعلَّم منه كيف يتصرَّف الرّجل في بيته كأب وكزوج ثمّ كيف يتصرّف الرّجل في المواقف الاجتماعيّة الأخرى.

 

إنّ لحضور الأب أو رجل يقوم مقامه فوائد التربويّة تفوق أي ضرر يمكن أن ينتج عن تدخله في تربية الطفل، وحرمان الطفل من رجل في حياته لا يعوِّضه حسن التربية من الأم، لأنّ الله رتّب الحياة الإنسانيّة بحيث يتربى الطفل بين رجل وامرأة، والتّربية المثلى لا تكون إلّا في الوضع الطبيعي هذا.

 

ومن جهة أخرى تخشى الأرملة أحياناً أن يُمَيِّز الزّوج الجديد بين أطفالها منه وأطفالها من الزّوج الأوّل، أو بين أطفالها وأطفاله من امرأة أخرى، وهذا ممكن ولا حلّ له إلّا في الرّجل الصالح الّذي يمنعه إيمانه من ظلم أطفالها أو من إشعارهم أنّهم ليسوا في مكانة أطفاله، فالرّجل الصّالح حتّى لو أحبّ أطفاله أكثر يحرص على مشاعر أطفال زوجته، وقد يحب الإنسان أحد أطفاله أكثر من الباقين لكنه يحرص على أن لا يشعر الباقون أنَّه يُمَيِّز أخاهم عليهم، وإذا كان كلاً من الزّوجين عاقلاً وصافي القلب، فإنّ الأسرة الجديدة الّتي ستتكوَّن ستكون أسرة حب ورحمة حتّى لو كان فيها أطفال له من زوجة أخرى وأطفال من الأرملة مع أطفال الأرملة من زوجها المتوفى، لأنّ الحب لا يحتاج إلى القرابة كي يُوجَد، إنَّما هو سلوك جعله الله عبادة حتّى بين الغرباء.

 

والأرملة تتردّد في الزّواج لأنّ كثيراً من المتقدمين لها إمّا أكبر منها بكثير أو لديهم أطفال من زوجة مطلّقة أو متوفاة يريدون زوجة ترعاهم، والأرملة تخشى الصّراع مع أطفال الزّوج، وهذا وارد لأسباب متعددة، لكن زوجة الأب الحكيمة الرّحيمة الّتي تتعرَّف على أطفال زوجها وتنمِّي العلاقة معهم بِتَدَرُّجٍ وبطء، ولا تقع في خطأ أخذ دور أمّهم والتّصرّف كبديل عن الأم يلغي الأم نهائيّاً، حتّى ذكراها إن كانت متوفاة أو بعض العادات السلوكيّة الّتي عودت أطفالها عليها، وتصرّ زوجة الأب على أن تسير الأمور كلِّها على طريقتها هي، ممّا يجعل الأطفال يكرهونها ويعاندونها، إنّ التّصرّف الأمثل هو إشعار الأطفال أنّها كزوجة لأبيهم تحترم أمّهم وحبّهم لها، وأنّها لم تأتِ لتمحوَ من حياتهم كلّ شيء متعلِّق بأمّهم، بل هي لهم أمّ ثانية مع أمّهم أو مع ذكراها إن كانت متوفاة، وتترك لهم كل ما عوّدتهم أمّهم عليه، وإن لزم التّغيير فليكن تدريجيَّاً وبلطف وإقناع، وليكن التّغيير لشيء واحد كلّ مدة من الزمن حتّى لا يراها الأطفال تهديداً لمكانة أمّهم وصورتها في نفوسهم.

 

ثمّ إنّ المعاملة الحسنة، والحب النابع من القلب لا بدّ أن يُبَدِّل العداوة إلى رحمة والبغضاء إلى محبّة، علماً أنّها هي البالغة الرّاشدة وهم الأطفال قاصروا العقول والأفهام، وهي إن حاولت جادّة مخلصة فإنّها لا بدّ ستفوز في النهاية بحبهم وتعاونهم.

 

والأرملة الغنيّة يدفعها الغنى أحياناً إلى عدم الزّواج لأنّها ترى في غناها ما يغنيها عن الرّجل، وهي مخطئة لأنّ الزّواج لا يكون لمجرَّد الحصول على رجل يُنفِق على المرأة، بل للزّواج منافع أخرى أكبر للمرأة، ثمّ إنّ غناها كأرملة قد يجعل الطامعين بمالها يتقرّبون إليها يريدون الزّواج من ثروتها لا منها. وعليها الحذر من مثل هؤلاء لكن دون أن تقع في سوء الظن المبالغ فيه بحيث تتّهم كل من يتقدّم لها من الرِّجال أنّه طامع بمالها.

 

وتبقى هنالك عقبات أخرى كثيرة أمام الأرملة إذا ما رغبت في الزّواج، منها استهجان النّاس لزواجها إن كانت كبيرة في السّن، وكأنّ الكبير في السّن في غنىً عن الحبّ والصّداقة في الحياة، بينما الحقيقة أنّه أحوج من الصّغار لها، ثمّ من العقبات أولادها إن كانوا كباراً ورفضوا زواجها لأنّهم يخجلون من ذلك، ويخجلون أن يكون لهم زوج أمّ، وعلى الأم والمجتمع من حولها أن يساندها لتقف في وجه تحكُّم أولادها فيها تحكّماً لا يراعي إنسانيتها واحتياجاتها كبشر من لحم ودم ومشاعر....

 

إنّ هنالك نظرات سادت في الأزمنة السّابقة يجب أن تتغيَّر ويحلّ محلّها منظار الحلال والحرام، حيث لا يحقّ لأحد أن ينكر على أحد إلّا حراماً بيِّناً، أمّا ما أحلَّه الله فيعمله الإنسان ورأسه مرفوعة.

 

والأرملة تواجه الاعتراض من أهل زوجها المتوّفى الّذين يرون الزّوج الجديد بديلاً عن ابنهم الّذي مات وتأكيداً للحقيقة المرّة أنّ ابنهم لم يبقَ في الوجود، فيعارضون بحجة الخوف على مصلحة أطفال ابنهم، فيهددون بحرمانها من أطفالها، وهم لهم الحق في ذلك لو كانت ستتزوَّج ممّن لا يُؤتمن على هؤلاء الأطفال وإن كانوا صادقين ومخلصين في الحرص على مصلحة أطفال ابنهم المتوّفى، لا أن تكون الأهواء هي السّبب ومصلحة الأطفال هي الحجة والذريعة، والأمر يحتاج إلى التقوى من قبلهم، ويحتاج منهم إلى التعاطف والإحساس بإحساس هذه المرأة الّتي يريدون -ربّما دون رحمة- أن يحكموا عليها أن تتفرّغ لخدمة أولادهم حارمة نفسها من حقِّها فيما تريده فطرتها...

 

وأسوأ الأحوال تكون عندما يُعارض أهل الأرملة زواجها بحجة أنّها كبيرة في السن، أو حرصاً على بقائها معهم هي وأطفالها تُؤنِس وحدتهم وتزيل وحشتهم، أمّا وحدتها ووحشتها هي فلا تهم أحداً، إنّها الأثرة والوجه القاتم للأنانيّة، والعدل يقتضي أن لا يُسَخِّر الإنسان غيره لتحقيق رغباته هو. وعلى الأرملة أن لا تترك المجال لأحد يظلمها حـتّى لو كانت أمّها أو كان أبوها، ذلك أنّ حقّهم عليها أن تبرهما لا يعطيهما الحق أن يظلماها ويتحكّما فيها إلى هذا الحد.

 

نعم، النبي محمد ﷺ حثّ شبّان الأمّة أن يتزوّجوا بالأبكار "فهلّا بكراً تلاعبها وتلاعبك" لكن إن أحبّ الشّاب أرملة فليس هنالك ما يُبَرِّر معارضة أهله لزواجه منها إلّا القيم البالية، وعلى الرّجال أن لا يخافوا من أن يتزوّجوا الأرملة ظناً منهم أنّها ستعيش معهم وهي دائمة المقارنة بينهم وبين زوجها المتوفى، إنّ ذلك في الغالب ليس له أي أثر يذكر في الحياة الزّوجيّة إلّا إن كانت المرأة غير حكيمة وأفصحت عن مقارنة من هذا النّوع لزوجها الجديد، ثمّ إنّ طبيعة الإنسان النسيان والتّحرر من الارتباط بالّذين ماتوا وغادروا الدّنيا مفسحين المجال لغيرهم يتمّ رحلة الحياة مكانهم، هكذا هي النّفس البشريّة تتعلّق وتحب وترتبط وتنفصل وتنفك وتسلى وتنسى.

 

والمرأة إذا أحبّت زوجها فإنّه لا مكان في قلبها لرجل آخر حتّى لو كان زوجها الحبيب الّذي مات.

حقوق النشر © 2017 جميع الحقوق محفوظة