- الرئيسية
- مقالات
- نساء ورجال
- الأسرار بين الزوجين
الأسرار بين الزوجين
الأسرار بين الزوجين
عندما تنبّه علماء النّفس لأهميّة التّواصل وإفهام كلّ من الزّوجين الزّوج الآخر كلّ ما في نفسه، وذلك من أجل زواج أكثر نجاحاً، كانت الدّعوة عريضة إلى الأزواج والزّوجات لأن يفضي كلّ منهما إلى الآخر بكلّ ما في نفسه وبكلّ شيءٍ عن نفسه، لكن مع تراكم الخبرة صار المعالجون الزّوجيّون يدعون إلى تواصل صادق مقنّن بين الزّوجين، أي إلى إخفاء بعض الحقائق عن الزّوج الآخر لأنّ لمعرفتها أثرٌ سلبيٌّ على الحياة الزّوجيّة، وبالتّالي من المفيد للحياة الزّوجيّة أن يخفي الزّوج أو الزّوجة بعض الأمور عن الطّرف الآخر، وبخاصّة إن كانت أشياء تشوّه الصّورة المشرقة الّتي تكون له في ذهن الطّرف الآخر، وكذلك التّجارب العاطفيّة السّابقة إذ يعجز الكثير من الأزواج والزّوجات عن نسيان تلك العلاقات السّابقة، ويقع في الغيرة والشّكّ الّذي يفسد ويُسمّم جوّ الحياة الزّوجيّة.
أمّا مَنْ مِنَ الزّوجين أقدر على إخفاء الأسرار، فإنّني أعتقد أنّ الرّجل هو الأقدر، لأنّه بطبيعته لا يميل إلى الحديث عمّا في نفسه أو عن همومه إلّا إن كان يبحث عن المساعدة أو المشورة، أمّا المرأة فإنّها تميل إلى التّفكير بصوتٍ عالٍ مع شخص آخر يستمع إليها، فهي ترغب دائماً في الحديث عمّا يشغل بالها، كما أنّها أكثر ميلاً إلى المثاليّة والعاطفيّة في علاقتها مع زوجها، وقد تجد أنّ إخفاء بعض الأمور من ماضيها أو غير ذلك إنّما هي خيانة وغشٍّ، لكن ما وصل إليه علم النّفس يلتقي مع النّصيحة غير الصّريحة بإخفاء ما يهدّد العلاقة الزّوجيّة، تلك النّصيحة الّتي يقدّمها الإسلام، ذلك الدّين الّذي يكره الكذب ويحرّمه أشدّ التّحريم إلّا الكذب بين الزّوجين الّذي يهدف إلى الحفاظ على المودّة بينهما، ومثله الكذب للإصلاح بين المتخاصمين والكذب على الأعداء.
تعليقات
لا توجد تعليقات بعد
تعليقك هنا