- الرئيسية
- مقالات
- نساء ورجال
- زوجة الأب
زوجة الأب
زوجة الأب
زوجة الأب امرأة لا تختلف عن غيرها من النساء إلا في أنها تزوجت من رجل كان متزوجاً قبلها ولديه أطفال، وماتت زوجته أو طلقها وبقي الأطفال في حضانته، ثم تزوج بهذه التي صارت زوجة أب.
الأب يعلن لأطفاله أنه قد أتاهم بأم جديدة، وهي منذ البداية تحاول أن تقوم بدور الأم وأن تأخذ مكان أمهم بشكل كامل يدفعها الحماس وربما قلة الخبرة التربوية مما يجعلها تصطدم برفض الأطفال لها وعدائهم نحوها. هم لا يرفضونها هي بالذات إنما يرفضون كل من يريد أن يمحو أمهم ليأخذ مكانها، لذا يتوجب على زوجة الأب الصبر والعمل على تكوين علاقة مع أطفال زوجها ببطء ودون استعجال لأخذ دور المربي الذي يمارس السلطة على الطفل ويؤدبه إن خالف الأوامر، إنما يترك دور التأديب للأب وتعمل هي على مصادقة الأطفال لا على أنها عِوَضٌ عن أمهم، بل على أنها أما إضافية مع أمهم، تحترم حبهم لأمهم سواء كانت الأم ميتة والباقي منها ذكراها وبعض العادات التي عودت أطفالها عليها أو كانت الأم حية والأطفال يلتقون بها من حين إلى آخر.
إذا اطمئن الطفل إلى أن زوجة أبيه لا تريد أن تلغي أمه من حياته، وإذا لمس منها المودة والرحمة، فإن علا قة طيبة ستتكون بينهما، لأن طبيعة البشر تقتضي ذلك. لكن أحيانا تقوم الأم أو أهلها بشحن الأطفال نحو زوجة أبيهم وتنفيرهم منها وتصويرها لهم على أنها عدو وأنها تكرههم وأنها ماكرة تريد أخذ أبيهم منهم... مما يعيق تكوين العلاقة الطيبة بين الأطفال وزوجة أبيهم.
وفي أحيان أخرى تكمن المشكلة في مشاعر زوجة الأب العدائية نحو الزوجة الأولى ولو كانت تحت التراب، إنها تراها منافسة وعدوة وضرة، وتكرهها وتكره كل ما يخصها وما يذكر بها وبخاصة أولادها، وعندها لا تنظر زوجة الأب إلى الأطفال على أنهم كائنات بريئة ضعيفة، بل على أنهم طابور خامس لعدوتها وضرتها، وتراهم جديرين بكل عداوتها ومستحقين لإيذائها.
بعض البشر قد يكرهون شخصا معينا لا لشيء إلا لأنه يشبه شخصاً آخر يكرهونه، فينقلون مشاعر العداء والكراهية التي لديهم نحو ذلك الشخص الذي أساء إليهم، ينقلونها إلى الشخص البريء، فيكرهونه بنفس الشدة دون ذنب، وإن كانوا من النوع الذي لا يتحرج عن ظلم الآخرين، فإنهم يؤذونه ويعاقبونه كما لو كان هو الشخص الأصلي الذي يكرهون.. هذا لا يقتصر على زوجة الأب، فحتى الأم أحيانا تكره طفلها الذي يشبه أباه الذي أساء إليها أو تتصور هي أنه أساء إليها، أو الذي أجبرت على الزواج منه وهي له كارهة، وقد يكره الأب ابنته لأنها تشبه حماته المزعجة وغير ذلك من الأمثلة. على الإنسان أن ينتبه لمشاعره حيث قد يحب ويكره لا لشيء في الشخص ذاته إنما لأنه صورة من شخص آخر له أثره في حياته وفي مشاعره، ثم إن هو لم يستطع إلا أن يتأثر بذلك فعليه أن لا تدفعه الكراهية إلى الظلم والاعتداء، والمشكلة في بعض زوجات الآباء تكمن هنا حيث يجدن الكراهية مبررا كافيا للظلم والاعتداء على أطفال الزوج، وبخاصة إن بادر هؤلاء الأطفال بموقف رافض لهذه الزوجة.
ثم إن المجتمع قد ترسخت فيه صورة زوجة الأب السيئة، وصورة أولاد الزوج الكريهين، لحد أن الأطفال وأمهم وأهلها ينظرون بعين الشك والريبة لأية مبادرات طيبة من زوجة الأب ويشككون الأطفال في نواياها، وحيث تشعر زوجة الأب بالكراهية لأطفال زوجها قبل أن تراهم، كما قد تخجل من إظهار المحبة لهم، لأنه لا أحد من حولها يتوقع منها أن تحب أطفالاً أنجبتهم ضرتها ومنافستها.
مفاهيم خاطئة يجب أن تتبدل.. وإن محبة أطفال الزوج أو أطفال الزوجة والإحسان إليهم عبادة ثوابها عظيم، لكن يجب التذكر أن العلاقة مع أطفال الزوجة أو أطفال الزوج تحتاج إلى جهد وصبر من الكبار حتى تتكون، وعندها تجد زوجة الأب في أطفال زوجها ما تجده الأم في أطفالها من متعة وحنان متبادل.
ثم إن على الأب أن يحمي أطفاله من إيذاء زوجته، لأن الأطفال ضعاف ويكفي أنهم قد لا يحصلون من زوجته الجديدة على الحنان والحب والدفء الذي يحتاجونه، فلا أقل من أن تكفيهم شرها كما كفتهم خيرها، وعليه الحزم وإعطاء الأولوية للطرف الضعيف وهم أطفاله، لكن دون أن يقع في ظلم زوجته بسبب أطفاله، وأطفاله لن يغفروا له بسهولة أنه قصر في حمايتهم وهو سيحصد جزاء تقصيره عندما يكبرون.
وعلى الدولة حماية الأطفال من زوجة الأب أو زوج الأم أو حتى من الأم والأب، إذ أحيانا يعتدي الإنسان على طفله، لأنه في كل مجتمع هنالك أشخاص شخصياتهم فاسدة وبلا ضمير وليس لديهم رحمة لأحد، يسمّون (السيكوباثيين)، وأحق الناس بالحماية منهم الأطفال الذين في رعايتهم.
تعليقات
لا توجد تعليقات بعد
تعليقك هنا