المقالات
تحرش النساء بالرجال
Whatsapp
Facebook Share

تحرش النساء بالرجال

بقلم الدكتور محمد كمال الشريف


 

لقد جعل الله النِّساء جميلاتٍ ورقيقاتٍ وحنوناتٍ، وجعل الرّجال أقوياء واستقلاليين وطموحين للإنجاز، وجعل في نفوس الرّجال الميل الشّديد إلى الجمال الأنثوي والرّغبة القويّة في الحصول عليه، لذلك عندما يرى الرّجل امرأةً جميلةً رقيقةً تَفيض بالأُنوثة يَنجذب إليها، وتبدو في نظره دُرّةً نادرةً وجوهرةً ثمينةً ويتمنّى أن يحصل عليها، فنجده يسعى إلى كسب وِدّها ورضاها من خلال مُغازلتها والإطراء لجمالها ومفاتنها، والتّعبير عن إعجابه بها وحبّه لها. والرّجل يندفع إلى ذلك بفعل ميلٍ جنسيٍّ قويٍّ يَشحنُه بالطّاقة العاطفيّة اللّازمة لجعله يبذل ما يستطيع من أجل الحصول على الّتي أُعجِب بها ومَالَ إليها.

 

أمّا المرأة، ذلك المخلوق الجميل الضّعيف، فقد جعلها الله ثقيلةً رزينةً لا تُحرِكُها المشاعر الجنسيّة مهما أُعجِبَت بالرّجل، إنّما هي تُريد حبَّه لها، إنَّها لا تُريد الحصول على جسدِه، بل تُريد الحصول على قلبِه، وميل الرّجل القويّ إلى جمالها وحرصها على الحبِّ يجعلها قويّةً بما يُوازن الأمور مع الرّجل الكائن الأقوى بطبيعته، ويجعلها ذلك مَحطّ الرِّعاية والتّدليل، ويجعل الرّجل يسعى وراءها بينما هي تنتظر ولا تقوم إلّا بلفت نظره إلى جمالها ورِقّتها، وعليه هو أن يُبادِر وأن يبدأ وأن يتقدَّم لخطبتها، وحتّى يشعر بقيمتها أكثر فرض الله للمرأة مهراً يُقدِّمه الرّجل عندما يرغب في الزّواج منها... وهكذا يَسعد الرّجل أكثر عندما يَحصل عليها لأنَّها تبدو في نظره أكثر قيمةً طالما احتاج إلى الجُهد والمال للوصول إليها، وتَشعر هي بالأمان أكثر طالما أنَّ هنالك رجلاً قويَّاً يحبُّها ويَبذل الوقت والمال كي يفوز بها.

 

لذا كان الرِّجال دائماً هم الّذين يتحرّشون بالنِّساء في الأسواق وأماكن الاختلاط الأُخرى، وكان حياءُ الأُنثى بمثابةِ حمايةٍ لها مِن أن تُرخص نفسها ومِن أن تُقدِّم نفسها للرّجل بالمَجَّان.

 

لكن في هذه الأيَّام هنالك خوفٌ شديدٌ لدى البنات من العُنوسة، لذلك نرى الكثيرات مِنهنَّ مُستعجلاتٍ على إنشاءِ علاقاتِ الحبِّ والغَزلِ حتّى منذ المرحلة الثّانويّة، فَهُنَّ يَبْحَثْنَ عن زوجٍ، وقَلقُهُنَّ على المستقبل وخَوفُهُنَّ من العُنوسة يَجعلُهُنَّ يَسْعَينَ بأنفسهنَّ إلى الشّباب من خلال التّحرُّش بالشَّباب في أماكن التّسوُّق أو على الهاتف أو غير ذلك كالمَسَجَات الّتي تَحمل أشعارَ الحبِّ والغَزَل ممّا يُمَهِّد لعلاقةٍ عاطفيّةٍ.

 

أمّا اللّواتي فَقدنَ الأملَ تقريباً في الزّواج من الزّوج المناسب، كالّتي ترى أنَّها عانِس وقد فاتها القِطار، أو المُتزوِّجة مِن رجلٍ لا تحبُّه لكن لا تُريد الطّلاق منه، أو المُطلّقة الّتي لا أملَ لها في الزّواج مرّةً أُخرى، بعض هؤلاء يَبحثنَ عن علاقاتٍ عاطفيّةٍ جنسيّةٍ وهُنَّ يَعلمْنَ أنَّها لن تُؤدِّي إلى الزَّواج، ومِن خلال الحالات الّتي اطّلَعْتُ عليها في عيادتي فإنَّني لاحظتُ أنَّ هذه الفئة من النِّساء يَغلب عليهنَّ أن يُحاوِلنَ الإيقاع بشابٍّ صغيرٍ، يكون أصغر مِنهنَّ بسنين عديدة، حيث يَجدهنَّ هو صيداً سهلاً، ويَجدْنَه هُنَّ فتىً قويّاً مُمتلئاً حيويّةً يُشبِع حاجاتهنَّ الجسديّة، وقد يُحْبِبْنَهُ فيُشبِع حاجاتهنَّ العاطفيّة، ومِن هذه الفئة من النِّساء مَن يقوم بالتّحرُّش بالرِّجال لأنَّها أصبحت كالرِّجال تبحث عن صيدٍ، لا عن رجلٍ يُحبُّها ويَلتزم بها لتَشعر بالأمان وهي في كنفه وظلِّه.

تعليقات

لا توجد تعليقات بعد


تعليقك هنا
* الاسم الكامل
* البريد الإلكتروني
* تعليقك
 

حقوق النشر © 2017 جميع الحقوق محفوظة