كيف تغلب المرأة الرجل

بقلم الدكتور محمد كمال الشريف

إنَّ النّصيحة الموجَّهة إلى الزَّوجات الّتي يتضمَّنها قول النَّاس "يَغلبكِ بالمال، اغلبيه بالعيال" نصيحةٌ خاطئةٌ بالتّأكيد؛ فهي تجعل المرأة تنظر إلى العلاقة مع زوجها على أنَّها مُغالبةٌ وصِراعٌ، وتجعل المرأة تَظنُّ أنَّ السّبب الأساس لزواج الرَّجل من زوجةٍ ثانيةٍ هو تَوَفُّر المال لديه، وبالتّالي فإنَّ إثقال كاهله بالمصاريف الكثيرة، واستنزاف أمواله من خلال الإكثار من الأطفال يضمن للزّوجة أن تبقى الوحيدة المستأثرة به دون أن تُنافسها ضُرَّةٌ عليه، والمرأة تنسى أنَّ كثرة العِيال تستنزف طاقاتها وحيويَّتها وشبابها وجمالها ووقتها، وكلُّ ذلك يجعلها تُعطي اهتماماً أقلّ ووقتاً أقصر لزوجها الّذي يُحِسُّ أنَّه أُهْمِلَ، وأنَّ احتياجاته الجنسيّة لم تَعُد تَلْقَ من زوجته الاهتمام الكافي، إضافةً لِمَا يتركه الحمل والولادة المُتكرِّران ورعاية عددٌ كبيرٌ من الأطفال من آثارٍ على جمال زوجته، وهذا ما وجدته الدِّراسات النَّفسيَّة المُعاصرة حيث إنَّ السّبب الأهمّ لتورُّط الرَّجل في علاقةٍ مع امرأةٍ ثانيةٍ (كزوجةٍ ثانيةٍ إن كان مُسلماً، أو كخليلةٍ في المجتمعات الغربيّة) هو بحثه عن المُتعة الجنسيَّة الّتي لم تتوفَّر له من زوجته لأسبابٍ مُختلفةٍ أهمُّها الانشغال بالأطفال.. ومِن جهةٍ أُخرى فإنَّ قلّة المال تجعل الرَّجل يُعاني بصمتٍ دون أن يستطيع الزّواج من ثانيّةٍ، لكن هذه القاعدة ليست ثابتهً، فقد يدفعه ذلك إلى الحرام، أو إلى البحث عن زوجةٍ ثانيةٍ مَطالبها الماليّة قليلة، وبالتّالي فإنَّ خيرَ نصيحة لِمن تُريد المحافظة على زوجها لنفسها هي: إشعاره برجولته من خلال طاعته وعدم التّمرُّد عليه، ثمَّ إشباعه جنسيَّاً والانتباه إلى الاختلاف في الطّبيعة ما بين الجنسين حيث يبحث الرِّجال عن الجنس الّذي من خلاله يُحقِّقون القرب العاطفيِّ الدّافئ مع المرأة ولو لدقائقَ معدودةً، بينما تبحث النِّساء عن الحنان والقرب العاطفيِّ الدّافئ أكثر بكثيرٍ من الجنس، فمن تُريد زوجها لها وحدها فلْتغلبْه باهتمامها به وبحاجاته، ولتحفظْ عليه ماله وتستنزِف طاقاته الغريزيَّة بدلاً عن ذلك.